ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك، نتقدم بأحر التهاني إلى جميع أبناء الشعب السوداني داخل السودان وخارجه، سائلين الله أن يجلب هذا العيد السلام والأمل والازدهار لعائلاتنا ومجتمعاتنا، رغم التحديات المستمرة التي نواجهها.
في هذا العام، ونحن نتأمل في القوة والصبر اللذين اكتسبناهما خلال صوم رمضان المبارك، نستحضر صمود الشعب السوداني. فصيامنا لم يكن مجرد تطهير روحي فحسب، بل كان أيضًا رمزًا لإرادتنا وصلابتنا في مواجهة المحن. صمنا معًا في وجه الشدائد، وندعو الله أن يعيننا على تجاوز الأوقات الصعبة المقبلة بفضل وحدتنا وتعاطفنا اللذين زرعناهما خلال هذا الشهر المبارك.
قلوبنا مثقلة ونحن نشهد الآثار المدمرة للصراع الدائر في السودان. لقد تسببت موجات العنف والدمار وفقدان الأرواح البريئة في تمزيق مجتمعاتنا، مخلفة وراءها جراحًا عميقة. تمزقت العائلات، ودُمرت المنازل، وباتت أرواح لا تعد ولا تحصى مهددة. ان معاناة الشعب السوداني لا يمكن قياسها. ندعو الأطراف المتحاربة إلى إنهاء هذا العنف العبثي والتأمل في الألم العميق الذي تسببت فيه. لم تجلب هذه الحرب سوى الحزن، ويجب أن تتوقف فورًا.
نحث جميع الأطراف المعنية في النزاع على التفكير في معاناة الشعب السوداني والاعتراف بالتكلفة الإنسانية الهائلة التي تسببت بها أفعالهم. إن الشعب السوداني يستحق السلام والأمان والعيش الكريم، ومن مسؤولية أولئك الذين حملوا السلاح أن يضعوا حدًا لهذا الدمار. حان الآن وقت الحوار والتفاهم والمصالحة.
نسأل الله أن يعجل بوقف الأعمال العدائية، وأن يعيد السلام والاستقرار والعدالة إلى بلادنا. ورغم أن حلم السودان الحر والسالم، حيث يعيش كل مواطن بكرامة وأمان، يبدو بعيد المنال في ظل هذا الصراع الوحشي، إلا أننا متمسكون بالأمل أن يسود السلام من خلال الوحدة والمثابرة، وأن يرى شعبنا قريبًا فجرًا جديدًا لمستقبل أفضل. نأمل أن نحتفل في العام المقبل بالعيد، وقد عم السلام بلادنا، وتركنا خلفنا جراح الحرب، وبدأنا عهدًا جديدًا من البناء والتقدم .
ونحن نحتفل بالعيد، نتذكر الذين فقدوا أرواحهم، والذين تم تهجيرهم، والذين ما زالوا يتحملون معاناة لا يمكن تصورها. نسأل الله أن يمنحنا القوة والصمود والأمل الثابت. نسأل الله أن يهب الأطراف المتحاربة الشجاعة لإنهاء النزاع، وأن يشفي بلادنا من جراح الحرب.
عيد مبارك لأخواننا وأخواتنا المسلمين في جميع أنحاء العالم. نسأل الله أن يحمل هذا اليوم المبارك السلام والمحبة والوحدة للجميع، وأن يكون العام القادم نهايةً للمعاناة وبداية لمستقبل أكثر إشراقًا لنا جميعًا.
التحالف السوداني للحقوق – 30 مارس 2025