يدين التحالف السوداني للحقوق بأشد العبارات الغارات الجوية التي شنها الجيش السوداني في التاسع من مارس الجاري على منطقتي الشقلة والصالحه جنوب مدينة أم درمان، بالقرب من جامعة أم درمان الإسلامية في ولاية الخرطوم، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 85 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العديد بجروح.
قد تلقينا مقاطع فيديو مقلقة للغاية من موقع الحدث، تُظهر الواقع المروع لهذه الهجمات. من المؤلم حقًا رؤية كيف تم استهداف المدنيين بشكل متعمد وبوحشية من قبل الجيش. تعكس هذه الأفعال اللاإنسانية تجاهلاً تامًا لحياة الإنسان، وتُعتبر جرائم حرب وفقًا للقانون الدولي.
يعد الاستهداف المتعمد والعشوائي للمناطق المدنية انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، حيث تشكل هذه الهجمات خرقًا لـ:
- اتفاقيات جنيف (1949) وبروتوكولاتها الإضافية، التي تحظر الهجمات ضد المدنيين والأعيان المدنية وتتطلب التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين (المواد 48 و 51 و 57 من البروتوكول الإضافي الأول).
- نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي يصنف الهجمات المتعمدة ضد المدنيين كجرائم حرب (المادة 8(2) (ب)(1) و (2).
- الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، الذي يضمن لكل شخص الحق في الحياة والأمن (المادة 4).
لا ينبغي أن تمر هذه الأفعال الوحشية دون عقاب. نطالب بوقف فوري للأعمال العدائية ضد المدنيين، ونحث المجتمع الدولي، والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة على اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المسؤولين. إن الإفلات المستمر من العقاب على مثل هذه الجرائم لا يؤدي إلا إلى تأجيج المزيد من الفظائع وتعميق معاناة الشعب السوداني.
يؤكد التحالف السوداني للحقوق وقوفه وتضامنه الكامل مع الضحايا وأسرهم، ويجدد التزامه الراسخ بالسعي لتحقيق العدالة والمساءلة وحماية حقوق الإنسان.
التحالف السوداني للحقوق- 10 مارس 2025