يدين التحالف السوداني للحقوق بشدة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها قوة عسكرية مشتركة في مدينة أبو جبيهة بولاية جنوب كردفان بتاريخ 11 يونيو 2025.
ووفقًا لشهادات موثوقة وتقارير محلية، شنت هذه القوة – التي تضم القوات المسلحة السودانية، وقوات الشرطة، وجهاز المخابرات العامة، وقوات الدفاع الشعبي، والمستنفرين– عملية عنيفة في حي لقاوة.
وخلال المداهمة، قامت عناصر مسلحة بإطلاق نيران كثيفة على المنطقة، وأخرجت السكان قسرًا من منازلهم، وأجبرتهم على الخضوع لعمليات تفتيش مهينة، واعتدت عليهم ضربًا وحشيًا، ووجهت إليهم ألفاظًا عنصرية وبذيئة ومهينة. وكان العديد من الضحايا من كبار السن، ولم يكن أيٌّ منهم متورطًا في النزاع الدائر.
عقب هذا العنف، قام المهاجمون بنهب مبالغ مالية كبيرة وممتلكات ثمينة، بما في ذلك كميات من الذهب، من جميع المنازل تقريبًا.
وقد تم اعتقال عدد من المدنيين تعسفيًا ونقلهم إلى مقر الفرقة العاشرة مشاة في أبو جبيهة. وكان من بين المعتقلين الحاج جولات المنزول، محمود علوي موسى، عثمان النور، حمتو يوسف، محمد أحمد خراشي، محمد يوسف سعيد، وآخرون.
وقد أكد ضحايا من الحي أنهم استُهدفوا على وجه الخصوص لأن الجيش صنفهم كمؤيدين لقوات الدعم السريع، ولأنهم رفضوا القتال إلى جانب الجيش.
جميع الضحايا من المدنيين وينتمون إلى قبيلتي الحوازمة والمسيرية، وهما من المجتمعات التي يعتبرها الجيش متحالفة مع قوات الدعم السريع.
تشكّل هذه الأفعال انتهاكًا صارخًا للقوانين الوطنية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني. فهي تخالف الإعلان الدستوري السوداني لعام 2019، الذي يكفل الحقوق في الحرية والكرامة والإجراءات القانونية الواجبة.
كما تنتهك العديد من الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها السودان، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يحظر الاعتقال التعسفي والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
وتتناقض هذه الانتهاكات أيضًا مع اتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، وتحظر النهب والعقاب الجماعي والأعمال الانتقامية ضد غير المقاتلين.
علاوة على ذلك، فإن هذه الأفعال تقوض الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، الذي يكفل الحق في الحياة والسلامة البدنية والمساواة أمام القانون.
يدعو التحالف السوداني للحقوق، بشكل عاجل، إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في الفظائع التي ارتُكبت في أبو جبيهة، بهدف تحديد المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة وتقديمهم إلى العدالة.
كما يدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدنيين الذين اعتُقلوا تعسفيًا خلال المداهمة.
ويحث الجهات الإنسانية، الوطنية والدولية، على تقديم الدعم العاجل للأسر المتضررة، بما في ذلك الرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي للناجين من العنف والصدمات..
كذلك، يحث المجتمع الدولي على تعزيز آليات الرصد والمساءلة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين في جميع أنحاء السودان.
نقف في تضامن راسخ مع الضحايا وعائلاتهم، ونجدد التأكيد على التزامنا بالدفاع عن كرامة الإنسان، وتحقيق العدالة، وترسيخ سيادة القانون في السودان.
التحالف السوداني للحقوق – 13 يونيو 2025