يدين التحالف السوداني للحقوق بشدة الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على المدنيين والبنية التحتية في ولاية شمال دارفور، وبخاصة عاصمتها الفاشر.
إن التصعيد الأخير في العنف، الذي أدى الى خسائر مأساوية لأرواح بريئة وتدمير للبنية التحتية الحيوية بالمدينة، يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
في 29 يناير 2025، تم استهداف مخيم أبو شوك للنازحين في الفاشر مرة أخرى، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين، بينهم امرأتان وطفل. كما أصيب ما لا يقل عن 12 شخصًا آخرين في الهجوم.
إن هذا العنف العبثي، الذي يستهدف المجتمعات الضعيفة التي نزحت سلفاً بسبب الصراع، يشكل انتهاكًا خطيرًا لاتفاقيات جنيف لعام 1949، وخاصة المادة المشتركة (3)، التي تحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية.
وفي هجوم سابق، استهدفت غارة بطائرة مسيرة نسبت لقوات الدعم السريع، قسم الطوارئ في المستشفى السعودية في الفاشر، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 67 شخصًا، وإصابة 19 آخرين.
وقد ألحق هذا الهجوم أضرارًا جسيمة بوحدة الطوارئ في المستشفى، مما أدى الى خروجها عن العمل. إن مثل هذه الأفعال تتعارض مع المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على حماية المنشآت الطبية في مناطق النزاع. كما أن تدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنشآت الصحية، محظور أيضًا بموجب البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف، الذي يحمي الوحدات والطواقم الطبية من الهجوم خلال النزاعات المسلحة غير الدولية.
يُعرب التحالف السوداني للحقوق عن صادق التعازي لأسر الضحايا ويؤكد استمراره في الدعوة لتحقيق العدالة والمحاسبة. كما يدعو المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والهيئات المعنية بحقوق الإنسان إلى التدخل الفوري ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم الشنيعة.
كما نطالب باتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، بما في ذلك النازحين في شمال دارفور. إن الهجمات على البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات، تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة، مما يجعل من المستحيل على المجتمعات التعافي وإعادة البناء.
يُعرب التحالف السوداني للحقوق عن تضامنه الكامل مع شعب شمال دارفور ويدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية. سنستمر في مراقبة الوضع عن كثب والعمل على اتخاذ إجراءات أقوى لحماية حقوق الإنسان في السودان.
.
التحالف السوداني للحقوق- 4 فبراير 2025