يدين التحالف السوداني للحقوق، بأشد العبارات ، الغارة الجوية المروعة التي نفذتها القوات المسلحة السودانية على احد الاسواق المدنية في محلية كتم بولاية شمال دارفور، الاثنين 23 ديسمبر 2024. هذه الهجمات استهدفت عمدًا المدنيين الأبرياء ، مما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح وإصابات واسعة النطاق، لا سيما بين الفئات الأكثر ضعفًا – النساء والأطفال.
خلفت الغارة الجوية ، التي استهدفت السوق المزدحم خلال ساعات الذروة الصباحية، مشاهد من الدمار. وقد كشفت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عن جثث متناثرة ومتفحمة ومتاجر تحيط بها النيران، بينما انتشرت الحرائق في السوق ودمرت معظم الأكشاك. وتؤكد التقارير الواردة من السكان والناشطين أن العديد من الضحايا، بما في ذلك النساء اللواتي يبعن الطعام لإعالة أسرهن والعديد من الأطفال، قد حاصرتهم ألسنة اللهب وتعرضوا للحرق أو الاختناق أو التشويه.
تشكل هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، حيث أن الاستهداف المتعمد للأسواق المدنية لا يشكل انتهاكاً لاتفاقيات جنيف لعام 1949 فحسب، بل ويتجاهل أيضاً، وبشكل صارخ، المبادئ الأساسية للبروتوكول الإضافي الأول (1977)، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب، التي تحظر الهجمات على المدنيين والبني التحتية المدنية.
يدين التحالف السوداني للحقوق، كمنظمة حقوقية، وبلا تحفظ ، هذا العمل الإجرامي العنيف، والذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وأبسط حقوق الإنسان. إن القصف المستمر للأسواق المدنية والمنازل والأماكن العامة يعكس تجاهلاً صادماً للحياة والكرامة الإنسانية.
يوجه التحالف نداء عاجلاً الى المجتمع الدولي، بما في ذلك المنظمات الإنسانية والحكومات والمؤسسات الدولية، إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الأطراف المسؤولة من مواصلة هذه الفظائع. إن حياة المدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال، معرضة لخطر جسيم، مما يستدعي التدخل العاجل لمنع المزيد من إراقة الدماء.
نطالب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالوفاء بالتزاماتها الدولية بحماية المدنيين. الاستمرار في استهداف المدنيين والأعيان المدنية، بما في ذلك الأسواق ، أمر لا يمكن تبريره ويجب وقفه على الفور.
نحث الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على فرض منطقة حظر جوي في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين في السودان. هذه الخطوة الحاسمة ستساعد في منع المزيد من الغارات الجوية على السكان المدنيين وحماية أولئك الذين يعيشون بالفعل في خوف من القصف الجوي.
ندعو إلى إجراء تحقيق مستقل وغير متحيز وشامل في هذه الغارات الجوية والاستهداف الأوسع للمدنيين في السودان. يجب محاسبة مرتكبي هذه الهجمات، سواء كانوا مخططين أو منفذين، بموجب القانون الدولي على جرائم الحرب التي ارتكبوها.
هذه الغارات الجوية تذكير وَاضِح بالعنف والمعاناة المستمرة التي يواجهها الشعب السوداني، وخاصة الشرائح الأكثر ضعفا. على المجتمع الدولي التحرك بسرعة وحسم لإنهاء العنف وضمان تحقيق العدالة. الشعب السوداني، وبخاصة النساء والأطفال، يستحق السلام والأمن وحماية حقوقه الأساسية.
نقف في التحالف السوداني للحقوق متضامنين مع ضحايا هذه الغارات الجوية كل من تأثروا من هذا العنف العبثي، ونطالب باتخاذ إجراءات فورية لوقف القتل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.



التحالف السوداني للحقوق – 23 ديسمبر 2024