4 فبراير 2025
يعبر التحالف السوداني للحقوق عن صدمته العميقة وقلقه البالغ إزاء القصف المستمر الذي تنفذه الطائرات الحربية للجيش السوداني على المدنيين والبنية التحتية في مدينة نيالا، ولاية جنوب دارفور. إن الغارات الجوية العشوائية والمتكررة على المناطق السكنية المأهولة بالسكان أدت إلى خسائر مروعة في الأرواح ومعاناة لا يمكن تصورها للمدنيين الأبرياء. لا يمكن تجاهل هذا العنف الذي لا معنى له.
في 4 فبراير 2025، وللمرة الرابعة على التوالي، شنَّت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني غارة جوية على نيالا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 38 مدنياً، غالبيتهم من النساء والأطفال، بما في ذلك أسرة بأكملها. وكان من بين الضحايا سائقو ركشات وسيارات أجرة مليئة بالركاب عند تقاطع شارع الجمهورية ومنطقة السينما. وقد أصيب في القصف أكثر من 150 مدنياً، بعضهم بإصابات حرجة. ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى مع ظهور مزيد من التفاصيل.
على مدار الأيام الأربعة الماضية، تعرضت مدينة نيالا لسلسلة من الغارات الجوية المتواصلة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 238 شخصاً وإصابة المئات. وقد أدت هذه الهجمات إلى تدمير المنازل والبنية التحتية وسبل العيش، مما ترك الاسر في حاجة ماسة للمأوى والطعام والرعاية الطبية. كما أن الرعب الذي اجتاح المدينة قد أجبر العديد من الأسر على النزوح من منازلها، ما زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة اصلاً.
يدين التحالف السوداني للحقوق بأشد العبارات هذا التجاهل الصارخ للحياة والكرامة الإنسانية. فهذه الهجمات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، التي تحظر صراحة الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، والبروتوكول الإضافي الثاني الذي يطالب بحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة غير الدولية.
نطالب بالوقف الفوري وغير المشروط لهذه الغارات الجوية القاتلة، وندعو الحكومة السودانية لتحمل المسؤولية كاملة في ضمان سلامة وحماية مواطنيها. كما يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة وكافة هيئات حقوق الإنسان، التدخل بشكل عاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع.
يعلن التحالف السوداني للحقوق عن تضامنه الكامل والثابت مع أهالي نيالا. ويؤكد استمراره في السعي لتحقيق العدالة والمساءلة. كما يوجه التحالف نداءً للعالم للتحرك قبل أن نفقد المزيد من الأرواح البريئة.
التحالف السوداني للحقوق- 4 فبراير 2025